السؤال حول لماذا يبدأ التقويم الهجري بشهر المحرم وليس بربيع الأول له أصول تعود إلى الفترة النبوية والخلافة الراشدة، ويعكس أهمية هذا الشهر في الحياة الدينية والاجتماعية للمسلمين.
إليك بعض النقاط المهمة لتوضيح هذا الأمر:
1. تقدير الأحداث الدينية:
بدأ التقويم الهجري بشهر المحرم لأنه يلي شهر الحج، الذي يمثل ذروة الفعاليات الدينية في الإسلام، حيث يؤدي المسلمون مناسك الحج ويطهرون أنفسهم. بعد أداء الحج، يعودون إلى حياتهم بروح من التجديد والتوبة، مما يجعل بداية السنة الهجرية في المحرم رمزًا للبدايات الجديدة والتوبة.
2. العلامات الدينية الخاصة بالشهر:
المحرم يحتوي على أيامٍ معظمة وأحداث دينية مهمة، مثل عاشوراء ويوم عاشوراء الذي يحتفل به في هذا الشهر، مما يجعله شهرًا مقدسًا ومهمًا في التقويم الإسلامي.
3. التاريخ الديني والتعليمات الشرعية:
بدأ التقويم الهجري بشهر المحرم بعد استشارة أصحاب الخبرة الدينية والفقهية في العهد الإسلامي الأول، وقد قرر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بداية السنة الهجرية من المحرم، مما جعل هذا التقويم يستمر حتى اليوم.
4. التأكيد على الأحداث الشريفة:
يعزز بداية السنة الهجرية في المحرم أهمية الأحداث الشريفة التي وقعت في هذا الشهر، مثل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، التي حدثت في ربيع الأول، لكن اختيار المحرم كبداية للتقويم الهجري يعود إلى تحديد بداية السنة الجديدة بعد انتهاء مناسك الحج.
بهذه الطريقة، يتجلى أن التقويم الهجري يبدأ بشهر المحرم كتعبير عن بداية العام الجديد بعد انقضاء فترة الحج، مما يعزز من أهمية هذا الشهر ويجعله مرتبطًا بالتوبة والتجديد الديني لدى المسلمين.